الدورة التاسعة للمهرجان.. إنتاجات سينمائية وإنشادية ومسرحية فاضت بالحب وجسّدت عظَمة شخص النبي الأكرم بإبداع لا نظير له

في كل ربيع محمدي يطل مهرجان الرسول الأعظم للإبداع الفني والثقافي، بإبداعات جديدة، وإنتاجات نوعية، تتنوع بين فلاشات، وكليبات إنشادية نوعية، عروض مسرحية، وغيرها من الإنتاجات التي تحوي في مجملها الحب المقدّس والولاء المطلق لرسول الله الأعظم، وذلك بعد عمل وإعداد يستمر على مدار العام، وفي كل عام تتجدد الإنتاجات، وتزداد جمالاً في حضرة الرسول الأعظم، وكذلك هذه الدورة تزخر بعدد من الإنتاجات ذات الطابع الإبداعي الفني والثقافي، في سياق التعظيم لسيد الخلق بإبراز جوانب متعددة من حياته بعد أن كانت قد تم تغييبها لعقود من الزمن.

 

"محمدٌ رسول الله"

هنا نقف معكم برهة من الزمن، في حضرة الدورة التاسعة من المهرجان التي تزينت بعشرات الإنتاجات النوعية والمتميز، وفي مقدمتها الفلاشات الثقافية والتوعوية، حيث عرضت خلال الدورة قرابة 17 فلاشة، تنوعت عناوينها ما بين "محمد رسول الله"، و "كان رسول الله" و "دروس من السيرة"، فعرضت طيلة أيام المهرجان، وهدفها ترسيخ الوعي عن الرسول الأعظم، وعن سيرته وجهاده، وكيف يجب أن ننظر إليه بنظرة قرآنية، ووعي إيماني.

"كان رسول الله" فلاشة عرضت لمدة ستة أيام متناولة صفات الرسول الأعظم من حيث مدخله، ومخرجه، ومنطقه، وسكوته، وسيرته، ومجلسه، تخللها الرسم بالرمل للعبير عن هذه الصفات، وهي فقرة رسم بالرمل مع تعليق صوتي نالت إعجاب الحاضرين لبساطتها وخفتها وطريقتها الإبداعية التي تعد الأولى من نوعها من حيث الفكرة والتأثير.

كما حضرت فلاشات "محمد رسول الله"، التي تُوجت بمقتبسات من خطابات قائد المسيرة القرآنية، وكان في مضمونها "انشقاق القمر، والبشارة والمولد، والرسالة والرسول، وما بعد الهجرة، والجهاد ومواجهة المنافقين"، وفي مضمونها عظمة الرسالة، وأهمية التعظيم والتوقير للرسول الأعظم كما أمرنا الله بذلك.

"دروس من السيرة"، هي الفقرة الثالثة من فقرات الفلاشات، والتي تتناول دروسًا مهمة من سيرة الرسول الأعظم، على أن الجميع في أمس الحاجة لهذه السيرة للاستفادة منها في كل جوانب الحياة، حيث تناولت فلاشات هذه الدورة من المهرجان "الحرب الاقتصادية على النبي، الوضع الاقتصادي للمهاجرين، التجارة، الزراعة، المدينة المنورة نموذج حضاري"، وقد عبرت في مجملها بناء الرسول الأعظم للجانب الاقتصادي، والاهتمام بالزراعة، لتحقيق الاكتفاء الذاتي، حتى جعل من المدينة المنورة نموذجًا حضاريًا بكل المقاييس.

 ولأول مرة، عرضت خلال أيام فعاليات الدورة التاسعة أفلام قصيرة بمشاهد تمثيلية، كلها تعبر عن الارتباط الدائم بالرسول الأعظم، ومكانته وفضله عند اليمنيين، وحضوره في كل جوانب الحياة، فبرزت الأفلام بعناوينها المختلفة "مفتاح السماء، إهداء متخرج، بها تفرج، مردودة إليك، اسم يتردد"، لتلامس واقع ما الناس عليه من ارتباط دائم برسول الله قولًا وعملًا.

 

"ربيعُ الحب" وأخرى

بإبداع منقطع النظير، وبحب وشغف وإخلاص، يتفانى أصحاب المواهب والإبداعات، لرسم لوحات فنية وإبداعية معبرة عن الفرحة والبهجة بمناسبة مولد سيد الخلق، وفي هذا الإطار تحرص إدارة مهرجان الرسول الأعظم على تقديم الأروع والأجمل من الأناشيد والمدائح النبوية، بما يليق بمكانة هذه الذكرى فأنتجت أكثر من تسعة  كليبات إنشادية، شاركت فيها فرق من مختلف المحافظات، وبتراثها الفني والإبداعي الأصيل، الذي يجسد التنوع فيه اجتماع اليمنيين بمختلف أطيافهم على تعظيم المصطفى وحبه والولاء له، من بينها ثلاثة أوبريتات تحوي أكثر من مقطوعة إنشادية وبكلمات متنوعة.

في أول أيامه، وتحديدًا خلال حفل الافتتاح، عرضت لوحة فنية وإبداعية متميزة، حملت اسم "ربيع الحب"، شارك فيها عشرات الأشبال بفقرات تراثية، بالإضافة إلى فقرات تمثيلية معبرة عن ميلاد الرسول الأعظم وابتهاج الكون بهذه المناسبة، وكذلك فقرات إنشادية لعدد من فرق الإنشاد ومنشدين مختلفين أطلوا بفقرات إنشادية متنوعة، كلها تعبر عن حب الرسول الأعظم ومكانته المقدسة التي منحها الله إياها وكرمه وعظمه من بين كل الخلق.

المنشد سليم الوادعي، كان له حضور في دورة المهرجان التاسعة بكليب إنشادي عنوانه "في مولد الممجد"، كما شاركت عدد من الفرق الإنشادية بأوبريتات متميزة ونوعية، ومن أربع محافظات أطلت أربع فرق إنشادية في كليب ميدلي "المديح اليمني"، فشاركت بتراثها الحضاري الأصيل كل من صنعاء، وحضرموت، والحديدة، وتعز، في لوحة إنشاديها يملأها الفرح والسرور بقدوم ذكرى المولد النبوي الشريف، كما ظهرت فرقة "الحلبي" التهامية بأوبريت متميز بعنوان "أتيناك يا رسول الله"، يحمل معه تراث الإنشاد التهامي الأصيل والفريد من نوعه.

في الكليبات الإنشادية شارك نجوم فازوا في دورات سابقة للمهرجان بالمراكز الأولى، أحدهم المنشد المبدع زكريا إسماعيل، والذي أطل بكليب متميز "يا محمد"، من انتاج مهرجان الرسول الأعظم، وكذلك المنشد عبد الوهاب الجلال الذي شارك بكليب نوعي "يا هادي الأنام"، وهؤلاء نماذج صنعهم مهرجان الرسول الأعظم، وأصبحوا نجومًا، أضف إلى ذلك كليب "عيد أعيادي" للمنشد يحيى الشرعي، وكل الإنتاجات في الإنشاد تجسد التعظيم والحب والولاء للرسول الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وسلّم.

 

من عدّةِ دول

وفي إطار انتقال مهرجان الرسول الأعظم للتحليق عالميًا وعربيًا، متجاوزًا الحدود الجغرافية المحاصرة، وكسر حاجز الإنتاج المحلي في الإنشاد، ها هو اليوم ببركات الرسول الأعظم يطل بالصلاة عليه وعلى آله، من مختلف الدول، بتراث ولون إنشادي مختلف باختلاف البلدان والدول.

من سويا، والمغرب، والدنمارك، ولبنان، والعراق، وإيران، واليمن، أطلت خلال مهرجان الرسول الأعظم فرق إنشادية بالصلاة الإبراهيمية، وكيف لا يصلي هؤلاء على رسول الله وآله والعالم يعيش ذكرى مولده، وذكرى انبلاج النور المحمدي الذي أزاح الظلمات والظلم، وجاء رحمة للعالمين، وبهذه الذكرى العظيمة كانت فرقتان في كل يوم من أيام المهرجان من دول مختلفة، تطل على الشاشة لترسم لوحة بديعة وفريدة، تميز بها المهرجان في هذا الموسم، فخلقت روحانية المولد النبوي في أوساط الحاضرين، والمتابعين خلف الشاشات، والمستمعين عبر الوسائل الإعلامية الناقلة للمهرجان.

الصلاة الإبراهيمية للفرق من عدة دول، أنتجها مهرجان الرسول الأعظم للإبداع الفني والثقافي بدورته التاسعة، وأدّتها فرق إنشادية متميزة، وهذه الفرق هي: "الرضوان (المرعشلي) - التيسير - السلام - الشعائر من سوريا، والمحبة من لبنان، وغذاء الروح من العراق، وأكراد إيران، والنداء من المغرب، والدنمارك، والصفاء الصوفية الحضرمية - وأنصار الله - والشهيد الصماد من اليمن"، فاجتمعت في محبة الرسول الأعظم، للدلالة على عالمية رسالته، وعلى إحياء مولده بالصلاة عليه وعلى آله من مختلف بلدان العالم.

 

مسرحُ الرسول الأعظم

في ختام كل فعالية من فعاليات المهرجان ينتظر الجمهور بشغف ولهفة، ويتسابق محبو الرسول الأعظم إلى مقاعد القاعة، ليعيشوا لحظات الابتسامة في حضرة الرسول الأعظم، مع مسرحيات مهرجانه السنوي، التي تحمل في مضمونها العديد من الرسائل الهامة، التي تعزز روح الانتماء للرسول الأعظم، ووجوب إحياء ذكرى مولده الشريف تعظيماً وإجلالاً له ومقامه الشريف، بطريقة كوميدية ساخرة هادفة تنبثق من روح المجتمع اليمني المحب للرسول الأعظم، الذي يرى في مولد المصطفى عيد أعياده ويوم مولد أمجاده.

خلال تسعة أيام من مهرجان الرسول الأعظم انتجت إدارة المهرجان ثمان مسرحيات معبرة وهادفة، قدمها مجموعة من نجوم الدراما اليمنية، أبرزهم عبدالرحمن الجوبي، وعبدالناصر العراسي، وقيس السماوي، وأنيس العنسي، وأسعد الكامل، ومعاذ البزاز، وطارق السفياني، وسلطان الجعدبي، ورمزي الآنسي، وغيرهم من نجوم الدراما والمسرح اليمني.

"الفرحة الكبرى" أول مسرحية عرضت على خشبة مهرجان الرسول الأعظم، في قاعة جمال عبدالناصر بجامعة صنعاء القديمة، وتلخصت فكرتها في أهمية مناسبة المولد النبوي الشريف، وتسير أحداثها في تسلسل فني كوميدي سلس ومرتب منذ البداية إلى النهاية، وحضرت الرسائل ذات الدلالة البالغة على شخصيات العرض الأول من العروض الخاصة بالمهرجان.

كما عرضت على منصة المهرجان مسرحيات "شروع في قتل، وموسم العشق، وسعيد في الصعيد، ومن الطارق، والصالون، واليوم العظيم، وإسلام هندي"، وقدمت كلها رسائل هادفة كلها تصب في مصب الحب والعشق النبوي في ذكرى ميلاده المبارك، ومشروعية الاحتفال به من منطلق الشكر لله على نعمة الهداية برسالة خاتم المرسلين صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، كما يحضر التأثر من قبل الجمهور على ملامح وجوههم وأعينهم الممتلئة بالشوق للرسول الكريم.

تناولت المسرحيات قضايا متعددة كالاحتفال بالمولد النبوي، وأهمية إحياء هذه المناسبة، وتأثيرها البالغ على أعداء النبوة والإسلام والمسلمين بشكل عام، بالإضافة إلى أهمية الاقتداء بالرسول الأعظم قولاً وعملًا، وكذلك أهمية وحدة المسلمين بالرجوع والعودة للرسول الأعظم، وعدم الانجرار خلف الأفكار والثقافات الباطلة المخالفة للدين الإسلامي الحنيف، وكلها قدمت بطريقة كوميدية أسعدت الجماهير، فتوغلت رسائلها بداخلهم، وهو ما عبر عنه جمهور المهرجان من محبي الرسول الأعظم، خلال الفعاليات.

 

في كل عام تتعدد وتتجدد إنتاجات مهرجان الرسول الأعظم للإبداع الفني والثقافي، ليتجسد على أرض الواقع الإبداع والفن والثقافة بصورة لافتة تأسر قلوب عشاق المصطفى، وتجعلهم ينتظرون بشغف قدوم دورة جديدة من مهرجان صاحبه سيد الخلق، بقدر شوقهم لرسول الله المبعوث رحمةً للعالمين، ومع كل دورة تحرص إدارة المهرجان على العمل بدأب محاولةً تقديم ما يليق بمقام الرسول الأكرم، ومن خلال الإنتاجات تعمل على ترسيخ العشق والولاء للرسول الكريم، باستلهام الدروس من سيرته المباركة، فهو القائد والقدوة، والمعلم، وفي كل عام يتجدد الحب والولاء له، ويحتفل أبناء الشعب اليمني في ذكرى مولده بفعاليات وحشود جماهيرية منقطعة النظير، ولسان حالهم يقول: "أنت أعظم يا رسول الله".