مبدعون من مختلف المحافظات حصدوا المراكز الأولى، وآخرون ينتظرون على أعتاب المربع الذهبي، فأي المحافظات ستتوج بحب الرسول الأعظم في هذه الدورة؟

خلال مهرجان الرسول الأعظم للإبداع الفني والثقافي، يخوض المتسابقون غمار المنافسة بوتيرة عالية وحماس منقطع النظير، فيتقدم كل منهم حاملاً اسم محافظته التي جاء منها مشاركًا في حب الرسول الأعظم، وساعيًا لنيل الفوز بالمراكز الأولى، فيظفر بشرف الفوز، وشرف المشاركة في حضرة خاتم النبيين، وماعدا ذلك فكل المشاركون قد فازوا في حب رسول الله من خلال تقديم أفضل ما لديهم من إبداعات يتوجها الولاء له والمنافسة في حبه، وهو ما عبر عنه المتسابقون الفائزون خلال السنوات الماضية في استطلاع نشرناه سابقاً.

 

أربابُ البيان

في قاعة جمال عبدالناصر في جامعة صنعاء القديمة، تقام المنافسات في مسابقات الإنشاد، والشعر الفصيح، والمسرح، والمواهب، لهذه الدورة الحافلة بالإبداع والتميز، وكما في كل عام يشهد مهرجان الرسول الأعظم، إقبالًا كبيرًا للمشاركة في مسابقاته، شهدت هذه الدورة أيضا إقبالاً واسعًا في جميع مجالات المسابقة، ومن مختلف المحافظات، حيث وصل عدد المتقدمين في الأربعة المجالات إلى أكثر من 1100 مشارك.

يفاخر المبدعون بالنجومية التي يحصدونها، حيال مشاركتهم في أي مسابقة، ويباهون بحصدهم للمراكز الأولى، ويشرفون قراهم ومحافظاتهم وبلدانهم، فما بالك حين يكون الأمر مرتبطاً بمهرجان صاحبه الرسول الأعظم، والفخر هنا يختلف ليس بقدر الجائزة، إنما لسمو المقام، وروحانية الحضور والبهاء النبوي الذي يعم المتسابقين في شتى المجالات.

في مضمار الشعر للدورة الثامنة، توج المتسابق جمال الجماعي من محافظة إب، بالمركز الأول، والمتسابق محمد المسوري من صعدة، بالمركز الثاني، والمتسابق محمد الشافعي من محافظة حجة بالمركز الثالث، في إشارة إلى التنوع البديع الذي يصنعه العشق المحمدي، ولا يعني فوز محافظة عن أخرى، شيئاً سوى حرص المبدعين اليمنيين على تقديم أجمل ما لديهم في حضرة الرسول.

بالمقابل في مسابقة الشعر الفصيح لهذه الدورة، يتنافس أربعة شعراء في المربع الذهبي، جرى تأهلهم بعد تصفيات المرحلة الأولى والثانية وهم: عمار الشامي من محافظة صنعاء، وخالد العربي من محافظة الحديدة، وتوفيق يعمر من محافظة حجة، ومرتضى الحسام من محافظة إب، وقبلهم في مختلف المجالات شارك الكثير من أبناء المحافظات من بينها عدن وتعز، ومثلوا محافظاتهم خير تمثيل، بيد أن هؤلاء هم من تأهل للمرحلة النهائية.

 من الذي سيكون المتوج الأول بين هؤلاء، وأي محافظة سيكون شاعرها هو أفضل من كتب ونظم ووزن أبياته في محبة الرسول الأعظم؟، خصوصاً بعد أن عكفت لجنة التحكيم على تغيير الآلية في مسابقة الشعر أيضاً، باعتماد الكتابة الفورية، وتحديد أبيات للمجاراة، واختيار بحور للكتابة على وزنها، وما أجمل أن يقف الشاعر يعبّر بلسان مئات الآلاف من أبناء محافظته، عن خالص حبه وولائه للمصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلّم.

هنا يقول المتنافسون: "الغاية من المشاركة هي التعبير عن المحبة لرسول الله، ويكفينا شرف المشاركة في المهرجان، ونحن نعتبر في المركز الأول، كما أن الرسالة التي نقدمها هي محبة في رسول الله وهذا بحد ذاته فوز".

 

حناجرُ العشق

ومع خوض مبدعو هذه الدورة غمار المنافسات في الرحلة التاسعة، وهم على أعتاب المربع الذهبي لتحديد المراكز الأولى، نعود بكم قليلاً إلى الدورة الثامنة لنتعرف على الفائزين خلالها ومن أي المحافظات جاؤوا، حيث تنافس خلالها 12 متسابقاً في مجال الإنشاد، و30 في مجال الأداء المسرحي، و12 متسابقاً في مجال الشعر الفصيح من مختلف المحافظات.

في ميدان الإنشاد حظي المنشد وليد السنباني من محافظة ذمار بالمركز الأول، إنشاداً في حب الرسول الأكرم، وفي المركز الثاني كانت المنافسة شديدة بين المنشد سامي العامري من إب والمنشد شرف الدين من عمران، وكلاهما فازا بالمركز الثاني، محلقين في سماء الإنشاد في سيد الخلق صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، لتتألق محافظات ذمار وعمران وإب في مقام الرسول، بتألق أبنائها.

أربعة متسابقون في مسابقة الإنشاد تأهلوا للمرحلة النهائية، وهم المتسابق عصام با سلامة، وحمد الروني من محافظة صنعاء، وعدنان الفرزعي من محافظة ذمار، وفضل الغرباني من محافظة إب، فمن أي محافظة سيكون صاحب المركز الأول في حب الرسول الأعظم، بصوته وإبداعه وموهبته الإنشادية؟، خصوصاً أن هذا العام اختلفت آلية المسابقة، وتم اعتماد آلية الإنشاد الجماعي لتحديد الفروق الإبداعية بين المنشدين.

يتحدث المتسابقون: "المشاركة في المهرجان شرف كبير، وأن الفوز الحقيقي هو رضا رسول الله علينا وأعيننا تنظر لهذا الفوز"، ويضيف آخرون: "الوقوف في حضرة المصطفى والإنشاد في سماوات النور المحمدي هو الفوز الأسمى والأكبر، "ليس القصد أن أحقق المركز الأول، ولكن القصد أننا نضع بصمة في مجال الإنشاد معبرة عن محبتنا وولائنا وارتباطنا بسيدي رسول الله، فخدمته في الفضل كبير وهذا هو الفوز الحقيقي".

أضف إلى الإنشاد في هذه الدورة أربعة أِشبال تأهلوا من المرحلة الأولى والثانية، بعد تصفيات إلى المرحلة النهائية، وهم علي الوشلي وهاشم المنصور وأيمن ضبعان من صنعاء، ومرتضى اللاحجي من ذمار، كلهم مستعدون لخوض غمار التنافس في حب الرسول يمثلون محافظاتهم بجدارة في سباق إلى التعبير عن الفرحة بأعظم نعم الله.

 

ونجومُ المسرح

كذلك هو الإبداع المسرحي يحضر بقوة في مهرجان الرسول الأعظم، وخلال الدورة السابقة حصل على المركز الأول المتسابق معتصم السامعي من محافظة تعز، فيما فاز بالمركز الثاني المتسابق حسان الردماني من محافظة عمران، وحصل على المركز الثالث المتسابق سعد عطاء من محافظة الحديدة، في تنوع إبداعي فريد يعكس أصالة ولاء اليمنيين وحبهم للنبي الأكرم، وحرصهم على أن يجودوا بأجمل ما لديهم حتى في الإبداع، ففي أي محافظة ستحط رحال النجومية في عشق الرسول الأعظم هذا العام.

وفي هذه الدورة يخوض غمار مسابقة المسرح أربعة متسابقون من بين 15 متنافسًا كانوا قد تأهلوا إلى مرحلة التدريب والتأهيل، إلا أنّ المتسابقين عبدالولي البخيتي من محافظة ذمار، وعلاء غلّاب وعبدالباري القدسي من الحديدة، وعبدالله البدر من محافظة صنعاء، قد وصلوا إلى المربع الذهبي في رحلتهم الاختبارية في مجال المسرح، فمن صنعاء إلى ذمار إلى الحديدة يتنافس المبدعون لنيل المركز الأول، فمن سيقدم أفضل أداء في حضرة الرسول الأعظم؟

هذا العام وفي سياق حرصها على إتاحة الفرصة للمبدعين من شتى المجالات، فتحت إدارة مهرجان الرسول الأعظم باب المشاركة في مسابقة المواهب، وتم تأهيل عشر مواهب من مختلف المحافظات، كلها تبدع في حضرة الرسول الأعظم، وتمثل محافظاتها، ليصل بها الدرب إلى إعلان الموهبة الفائزة في حفل الاختتام.

 

فليتنافس المتنافسون

يؤكد المشاركون أن شرف المشاركة في مهرجان الرسول الأعظم يغنيهم عمّا سواها، سواء تأهلوا للمراكز الأولى أو لا، ففي كلتا الحالتين هم فائزون بمحبة رسول الله وفي حضرته، وحضروا يمثلون ألوان وأطياف تراثهم الإبداعي، محلّقين في حضرة الرسول الأعظم، إبداعاً شعرياً، وصدحاً إنشادياً، وأداءً مسرحياً، وإبداعاً في شتى الجوانب، وفي السياق يحدثونكم عن ذلك في الفقرة التالية.

"نشارك في المهرجان لنقدم شيء نبتغي به رضاء الله ورسوله ونرسل رسالة سامية مفادها أننا كمنشدين يمنيين لا نُسمّى منشدين إلا في حضرة رسول الله"، يقول أحد المتسابقين، ويضيف آخر: "المشاركة في المهرجان هي شرف كبير جدا لنا والمهرجان بوابة كبيرة للإبداع ومن خلاله سنظهر ابداعاتنا ومواهبنا"، وهذا تأكيد على العشق المحمدي وليس للفوز، وإنما يعتبرون التأهل للمراكز محطة للظهور على الساحة الفنية والإبداعية، وشهادة فخر يقدمون من خلالها أفضل ما لديهم من مواهب.

أي من هؤلاء سيصل بمحافظته إلى الفوز بالمراكز الأولى، في مقامٍ هو الأروع والأعظم والأجدر أن يفخر المبدعون به، ونحن والجميع على موعد غداً الأربعاء، مع فصول الملحمة الأخيرة في هذه الدورة، التي سيسطر فيها المبدعون أعذب الشعر والنشيد والمسرح، بحماس وقلوب تلتهب شوقاً لحضرة المصطفى، الذي يأتي مهرجان الرسول الأعظم للإبداع الفني والثقافي برمّته، في إطار تعظيمه وتوقيره، وهو من أرسله الله رحمة للعالمين، وهنا تؤكد إدارة مهرجان الرسول الأعظم، أنها مهما قدّمت من الإبداع تظل مقصرة أمام سيد الخلق، لسمو مقامه وعظمة شخصيته التي لا يصفها إلا الكمال.