مشاركون ومتسابقون من مختلف المحافظات.. تنوع إبداعي وتلوين تراثي بديع يشكل لوحة عشق محمدي خلال دورة تاسعة بهُوية جامعة

بقدر عالمية الرسول الأعظم، يسعى مهرجانه السنوي للاتساع من خلال تنوع ما يقدمه في ذكرى المولد النبوي الشريف من فقرات فنية وإبداعية تعكس الحب والولاء لرسول الله، وامتدت هذه المسابقات والإنتاجات في مختلف المحافظات بتراثها المتنوع وثقافاتها المتعددة، بل وتجاوزت أعمال أخرى حدود اليمن، لتدل على تبادل الثقافات من مختلف البلدان، وتجتمع في حب رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، الذي أرسل رحمة للعالمين.

مهرجان الرسول الأعظم للإبداع الفني والثقافي، في دورته التاسعة، تقدم إليه مئات المتسابقين من مختلف المحافظات اليمنية في مجالات الشعر والإنشاد والأداء المسرحي والمواهب، ويشارك فيه عدد من المنشدين والفرق الإنشادية من محافظات متنوعة تختلف كل محافظة في ثقافاتها وتراثها عن المحافظة الأخرى، ويشهد مسرح مهرجان الرسول الأعظم بدورته التاسعة في فعالية يوم غد عرض كليب ميدلي لأربع فرق إنشادية كل فرقة لها ترثها ولونها الخاص، ضمن إنتاجات المهرجان لهذه الدورة، ونحن هنا لنستطلع معكم الآراء حول هذا التنوع البديع في المهرجان ككل.

 

إبداعٌ متنوع

الناقد والشاعر عبدالحفيظ الخزان أحد أعضاء لجنة التحكيم في مسابقة الشعر، يقول عن تنوع المشاركين في دورة المهرجان التاسعة: "مهرجان الرسول الأعظم هو مهرجان فريد في بلد وجمهور فريدين، في أمة مجاهدة مناضلة، وهو استقبال عالمي وتميز كبير جدا لهذا البلد الذي اتخذ رسول الله محورًا لكل برامجه ونحن بهذه المناسبة لا نحيي ذكرى المصطفى بل نحيا بها وننطلق بها ونبدع بها، ومن هنا جاء الجمهور اليمني العريض من كل المحافظات في تعدد جغرافي كبير يعكس الثقافات المتنوعة والتناولات البديعة في رحاب المصطفى، فلكلٍ تعبيره وأسلوبه وإبداعه في الشعر والمسرح والإنشاد وبقية الفنون".

ويضيف الشاعر الخزان: "هذا التنوع ينّمُ عن أمة حية ملهمة بجميع أنواع الإبداع، أمة محبة ومستشعره.. وهذا التنوع إن أشار إلى شيء فإنما يشير إلى روضة واسعة وجميلة جدًا، زاخرة بمختلف الزهور والباقات الجميلة التي يقدمها الجميع في حضرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، كما ينّمُ على أن الأمة حية ومتفاعلة دائمًا".

بدوره الناقد والشاعر الدكتور إبراهيم طلحة وهو أيضاً أحد أعضاء لجنة تحكيم الشعر، أكد بقوله: "المشاركون من مختلف المحافظات سواء في الشعر أو الإنشاد أو المسرح، وكذلك الجمهور المتنوع كله تفاعل وحماس، وهذا ما يعني أن المهرجان يحتوي الجميع من مختلف المحافظات، ليعبر المتسابقون عن الحب المحمدي كل بطريقته ولونه الثقافي الخاص".

ويضيف الدكتور طلحة: "الشعراء كثيرون ومتنوعون من مختلف المحافظات وقد جرت عملية التقييم وقد تأهلوا ستة شعراء، وهم أيضًا من محافظات مختلفة وجميع الفروع احتوت على هذا التنويع في المهرجان بشكل عام".

 

في حضرة رسول الله

متسابقون في مجال الإنشاد تحدثوا عن مهرجان الرسول وما يعنيه تعدد المتسابقين من مختلف المحافظات، وهنا يتحدث المتسابق عبدالله السياني من محافظة صنعاء بقوله: "مهرجان الرسول الأعظم يظهر بحلة جديدة، حيث ظهرت في هذا العام مرحلة التدريب والتي من خلالها تعرفنا على ألوان إنشادية متنوعة"، مؤكداً "أن المشاركة في المهرجان هي لتقديم شيء نبتغي به رضاء الله ورسوله ونرسل رسالة سامية مفادها أننا كمنشدين يمنيين لا نسمى منشدين إلا في حضرة رسول الله.

المتسابق في الإنشاد أيضاً عدنان الفرزعي من محافظة ذمار يعبّر قائلاً: "التنوع في مهرجان الرسول الأعظم يبرز في تعدد المشاركين من محافظات أخرى، وعند تواجدنا في مرحلة التدريب برز التنوع أكثر في اكتسابنا ثقافة إنشادية جديدة، والمشاركة في المهرجان هي شرف كبير جدا لنا كونه بوابة كبيرة للإبداع ومن خلاله سنظهر ابداعنا ومواهبنا في الحب الذي يكمن بداخلنا للرسول الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله".

 

"نبيُنا جميعًا"

وفي مجال الشعر يروي متسابقون جمالية تعدد المتسابقين من محافظات مختلفة ليعكس لوحة بديعة عن الرسول الأعظم بألوانها المختلفة والمتميزة، حيث يقول المتسابق عمار الشامي من محافظة صنعاء: "مهرجان الرسول الأعظم أصبح أكبر مهرجان في اليمن، أو بالأصح المهرجان السنوي الوحيد، وهذا سبب منطقي لاهتمامه بالتوسع والامتداد إلى مختلف المحافظات اليمنية، وبهذا الشكل يقدم المهرجان رسالة مفادُها: "رسول الله نبينا جميعًا".

أما المتسابق مرتضى الحسام من محافظة إب فيقول: "المشاركون في مهرجان الرسول الأعظم من إب، وصعدة، وحجة، وعدن، والحديدة ومختلف المحافظات جاءوا ليقدموا كل ما بوسعهم في محبة الرسول الأعظم، وهذا التنوع يمثل المحبة والتآلف والوحدة بين المحافظات اليمنية، ورسول الله كعلم يجمع بين كافّة أطياف وفئات الشعب اليمني، وهذه هي الرسالة التي لمسناها من تنوع المشاركين في مهرجان الرسول الأعظم".

 

لوحةٌ جميلة

ومن محافظة صعدة يقول المتسابق في الشعر محمود العوجري: "المهرجان طيف واسع بحيث يشتمل جميع المحافظات من جميع الاطياف الشعبية، كلها حضرت لهذه المناسبة وتعتبر من حسنات المهرجان، وهذا يثير في النفس مدى الترابط الاجتماعي في المجتمع اليمني بالكامل حول قضية مهمة يجمعنا بها الرسول كمجتمع مسلم وهي رسالة للعالم تفيد بأن المجتمع اليمني شعب يجتمع ويتحد في ميلاد الرسول الأعظم".

فيما يؤكد المتسابق خالد العربي من محافظة الحديدة بقوله: "هذا التنوع يمثل لوحة شعرية جميلة جمعت حضور الشعر من أكثر من محافظة في حب الرسول وهذا يدل على تغطية المهرجان وذيوعه، ونحن منذ بداية العام كنّا ننتظر ونترقب فتح باب المشاركة للمتسابقين لنحظى بشرف المنافسة في هذا المهرجان، كونه أصبح أكبر مهرجان في اليمن ونحن أصبحنا في الحديدة نتابعه ونترقبه بشوق وشغف كبير".

إن من يتأمل في كشوف المتأهلين إلى المسابقات في كل دورات المهرجان، ويقرؤ معنا هنا تصريحات بعض المتسابقين، يصل إلى قناعة اجتماع اليمنيين بكل أطيافهم وثقافاتهم على محبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهنا نعود إلى الوسام العظيم الذي منحه المصطفى اليمنيين بقوله "الإيمان يمان والحكمة يمانية"، ويقدّم مهرجان الرسول الأعظم التنوع بأرقى صورة، ضمن إطار يجمع اليمنيين في هوية إيمانية متميزة.

ويشارك في مهرجان الرسول الأعظم للإبداع الفني والثقافي، متسابقون من مختلف المحافظات، ليعبر كل متسابق عن حبه لرسول الله بطريقته الخاصة وتراثه المتميز، يجمعهم الشوق والعشق لصاحب الخُلق العظيم، وتوحد كتاباتهم وأناشيدهم وإبداعاتهم ذكرى خالدة ومناسبة هي أعظم مناسبات الدنيا وأشرفها وأكرمها وأحبها عند الله وعند الناس، هي ذكرى المولد النبوي الشريف، وليس هناك ما هو أجمل منها على وجه هذه الأرض.