ضمن فعاليات وأنشطة مهرجان الرسول الأعظم، يأتي المسرح بشقيه الخاص والمسابقاتي، بحضورٍ لافتٍ ودورٍ محوريٍ، وعروض مسرحية خاصة يقدمها نخبة من نجوم المسرح اليمني، وأخرى يقدمها المتسابقون، كُلُّها تعالج قضايا ذات أهمية بالنسبة للمجتمع اليمني وما يمر به، ولا تخرج عن إطار اهتمامات اليمنيين، وإحيائهم لذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أزكى الصلاة وأتم التسليم، ونحن هنا لنطل عليكم من نافذة المسرح في الدورة التاسعة لمهرجان الرسول الأعظم للإبداع الفني والثقافي، بما فيها من تفاصيل شيّقة.
نجوم المسرح اليمني الذي يُسعدون الجماهير بإطلالة جميلة في كل دورة من دورات المهرجان، يستعدون بشغف كبير لتقديم عروض مميزة خلال هذه الدورة، ويشدون على أيدي النجوم القادمون إلى المسرح، وهنا تسرد لكم ألسنة النجوم انطباعاتها عن مشاركتها في مهرجان الرسول الأعظم، بما له من أهمية ودلالة وارتباط روحي ووجداني بمناسبة هي الأهم على الإطلاق، ولعل اللافت هذا العام هو دمج المتسابقين مع النجوم البارزين في المسرح..
عيدُنا المهرجان
نجم المسرح اليمني طارق السفياني، يعتبر مهرجان الرسول الأعظم بالنسبة له العيد الأكبر والفعالية الكبرى، فهو مهرجان ذكرى قدوم خير البشر النبي محمد صلوات الله عليه وعلى ٱله وسلم، مؤكداً انتظاره أيام المهرجان وأيام المولد بفارغ الصبر، بحسب تعبيره.
وعن تميُز العروض المسرحية في المهرجان، يضيف السفياني "نحن نقدم عروض مسرحية خلال السنة دائما، لكن العروض التي تكون في المهرجان بمناسبة المولد تكون مختلفة"، حيث يعزو ذلك "لما فيها من الأجواء الروحانية والإقبال الكبير، ما يعطي زخماً وقيمة أكبر للرسالة، وللأمانة حينما تقف على خشبة مسرح مهرجان الرسول الأعظم يكون الشعور مختلف تماماً".
أما فيما يتعلق بالعروض المسرحية في هذه الدورة، يؤكد النجم طارق السفياني "بإذن الله سنقدم أفضل مما قدمناه سابقاً، حيث نعمل مع إدارة المهرجان على تطوير العروض المسرحية بشكل مستمر، وذلك لكونها مرتبطة بمهرجان يتعلق بمناسبة مولد الرسول الأعظم".
محطةٌ لشحن القلوب
النجم أسعد الكامل هو الآخر يعتبر مهرجان الرسول الأعظم محطة إيمانية لشحن القلوب بالطاقة الإيجابية، والمشاركة والمساهمة بالتقرب لرسول الله بالأعمال الفنية والتجهيزات لأعمال تليق بشرفه وسمو شخصيته في ذكرى مولده الشريف.
وبحسب النجم الكامل، فإن المهرجان بعروضه المسرحية يضيف له وزملائه في المسرح العزيمة والخبرة والقدرة الكبيرة على تقبل النصوص المسرحية وتنفيذها على خشبة المسرح بأرقى مستوى وأسرع وقت في الإنجاز، إضافة إلى ما يثريه فيهم من الروح الطيبة في حضرة المصطفى، صلوات الله عليه وعلى آله.
"المسرح في مهرجان الرسول الأعظم يتميز بكونه يجمع الممثلين اليمنيين في مكان واحد، ويذكرنا بالأخلاق المحمدية والنهج المحمدي، ونظهر فيه كجيش واحد سلاحه الفن والأدب والتوعية لتقديم رسالة سامية"، بهذا الشكل يصف النجم أسعد الكامل المهرجان ويؤكد استمرار العمل لتقديم عروض تعود بالفائدة على الحاضرين والمشاهدين والمتابعين، والخروج برسائل توعوية متكاملة من خلال العروض المسرحية، بما يرضي الله ورسوله الكريم.
بنفسيات راقية
"مهرجان الرسول الأعظم له نكهة خاصة بأجوائه الروحانية، ونحن في انتظاره أكثر من أي مناسبة، وبإذن الله سنقدم هذه السنة مهرجانا مشرفا ليس على المستوى المحلي فحسب، إنما على المستوى العربي والإسلامي"، بهذه العبارات يصف نجم المسرح معاذ البزاز المهرجان وعروضه المسرحية.
ويردف النجم البزاز أن العروض المسرحية في المهرجان تكون مختلفة عن العروض الأخرى، حيث تتميز بلون ونكهة فريدة، من ناحية الجمهور والأجواء ونفسيات الممثلين أنفسهم، حيث يقفون في مقام سيد الخلق.
وبشأن طبيعة العروض المسرحية التي سيقدمها المهرجان لمحبي الرسول الأعظم هذا العام، يلفت البزاز "الجميع يركز هذا العام على تقديم عروض نوعية من الكاتب إلى الممثل إلى المخرج، وستكون العروض هادفة وذات دلالات قوية، تجسد مدى الحب والانتماء للرسول الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وسلم".
شوقُنا للرسول الأعظم
وعن الأثر الكبير والثمار المباركة التي يجنيها نجوم المسرح اليمني من مهرجان الرسول الأعظم، يُعبّر النجم المسرحي عبدالرحمن الجوبي بالقول "يحيي فينا المهرجان بفعالياته روحية الرسول ويعزز فينا الانتماء والعودة إليه بعد تغييبه عن حياتنا لعقود طويلة من الزمن".
وإلى ذلك يستطرد الجوبي بالحديث "من خلال المهرجان وفعالياته يزداد الوعي والارتباط برسول الله، ويحضر الإبداع بأبهى صوره لكونه في حضرة المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم، الذي مهما قدمنا لا يمكن أن نصل إلى مستوى شخصيته الكاملة".
ويصف النجم الجوبي شغفه للعروض المسرحية في المهرجان، قائلاً "اشتياقنا للعروض في المهرجان كاشتياقنا لرسول الله، فحينما نقدم تلك العروض المسرحية نعيش أجواء حياة مليئة بالبركة والروعة، ونلمس الأثر الطيب والفارق الكبير في الإعداد والتجهيز، وعن نفسي يعتبر مسرح مهرجان الرسول الأعظم الملهم الأول لي في الأداء المسرحي".
مناسبةٌ مقدّسة
من جهته النجم المسرحي ومدرب متسابقي المسرح لهذه الدورة قيس السماوي، يؤكد أن مهرجان الرسول الأعظم مناسبة رائعة جدا تتكرر كل سنة، ويجري من خلاله احتواء بعض النجوم في المسرح عبر مسابقة الأداء المسرحي، ثم تدريبهم وتأهيلهم خلال فترة وجيزة ليظهروا بظهور يليق بشرف رسول الله.
في ذات السياق يوضح السماوي بشأن مسابقة الأداء المسرحي "لدينا متسابقين ومشاركين من كافة محافظات الجمهورية، ونحن بدورنا كمدربين وعاملين على المسابقة، نعطي الشباب كل ما لدينا؛ ليعطوا كل ما لديهم مستشعرين قداسة وروحانية المولد النبوي ومهرجان الرسول الأعظم".
وبشأن العروض المسرحية لهذا العام يلفت المخرج قيس السماوي "هناك عروض مسرحية تم كتابتها من قبل عدد من كتاب السيناريو والدراما، وبلغ عددها أربعين نصاً مسرحياً، ستختار منها إدارة المهرجان عدة نصوص تخص المناسبة بقدسيتها وروحانيتها وبعدها يتم العمل لتقديمها للعرض، بإذن الله".
ورسولُ الله أعظم
إدارة مهرجان الرسول الأعظم أعلنت سابقاً فتح باب التسجيل في مسابقة الأداء المسرحي، ومن بين 405 متقدم في المسابقة، تم تأهيل 15 متسابق بعد الفرز والمفاضلة، إلى مرحلة التدريب، ومن ثم سيتم اختبار أدائهم وتقييمهم من خلال عروض مسرحية يشاركون فيها مع نجوم المسرح اليمني خلال أيام مهرجان الرسول الأعظم.
كان الفوز العام الماضي في مسابقة الأداء المسرحي المركز الأول من نصيب المتسابق معتصم السامعي من محافظة تعز، ويليه في المركز الثاني المتسابق حسان الردماني من عمران، وبالمركز الثالث المتسابق سعد عطا من الحديدة، فيما ينتظر 15 متسابق من مختلف المحافظات خوض معترك التنافس، لحصد المراكز الأولى، وقبلها الفوز بمحبة الرسول الأعظم.
هنا في ذات السياق يؤكد متسابقو الأداء المسرحي "أن الفوز الأكبر بالنسبة لهم هو المشاركة في مهرجان الرسول الأعظم، ونيل فرصة التدريب الأكاديمي والفني، للظهور على خشبة مسرح المهرجان مع ألمع نجوم المسرح اليمني"، ويجدر بالذكر استمرار البرنامج التدريبي المكثف للمتسابقين في المسرح، وفق منهج أكاديمي وفني، عبّر المتسابقون عن إعجابهم بمحتواه، وأكّدوا نيلهم الفائدة الكبيرة، بما يرفع من مستوى مشاركتهم في العروض المسرحية التنافسية ومع النجوم.
بدورها تؤكد إدارة مهرجان الرسول الأعظم، أن هذه الدورة ستشهد عروضاً مسرحية لافتة، تجمع نجوم المسرح بالمتسابقين، لافتةً إلى أنها وطواقم العمل مهما عملوا على تقديم الأفضل، إلا أن عظمة الرسول وقداسة ذكرى مولده أكبر وأعلى من ذلك بكثير.