خلال الدورات الثمان.. مسيرةٌ إبداعيةٌ حافلةٌ لنجوم صنعهم مهرجان الرسول الأعظم في الشعر والإنشاد والمسرح

كان لديهم موهبة، في الإنشاد، أو الشعر، أو التمثيل، إلا أنهم بحاجة إلى الظهور وخوض التجربة في ساحة الفن والإبداع، فخاضوها في مهرجان الرسول الأعظم الذي شكل متنفسًا للمبدعين والموهوبين، فكانت تجربة ناجحة للكثير منهم للارتقاء بمواهبهم وصقلها برفقة لجان تحكيم المسابقات المكونة من المتخصصين في كل المجالات، وما يجعل المشاركة في مهرجان الرسول الأعظم متميزة عن غيرها هو أنه مهرجان في حضرة الرسول، يقدم فيه المبدعون خلاصة إبداعاتهم والعاملون عُصارة جهودهم، للارتقاء بروحياتهم والتحليق بها نحو كمال خاتم المرسلين.

عددٌ من المبدعين الذين خاضوا التجربة، وشكّل المهرجان محطة فارقة بالنسبة لهم وأحدث نقلة نوعية في حياتهم الإبداعية، يروون لكم سبب مشاركتهم في مهرجان الرسول الأعظم للإبداع الفني والثقافي، وما الذي حققه لهم الصعود على منصة هذا المهرجان، وكيف ساهم فوزهم بالمراكز الأولى في ظهور شخصياتهم على الساحة الفنية والإبداعية؟.

 

"جعَلَت مني شاعرًا بحق"

مسابقة الشعر الفصيح تكللت جهود إدارة المهرجان فيها بإظهار شعراء عمالقة، وفي دورة المهرجان الرابعة حصل على المركز الأول الشاعر مجاهد الصريمي الذي أطلق عليه الشاعر والناقد الكبير عبدالحفيظ الخزان أحد أعضاء لجنة التحكيم "الشاعر المصيبة" وذلك لربطه بين نماذج جسدت الانحراف والضلال والفسق في الماضي بنماذج من حركة الحاضر.

الشاعر الصريمي يتحدث قائلاً: "كانت مشاركتي في المهرجان المنطلق الأول الذي أستطيع أن أقول بموجبها أنني أصبحت "شيئًا ما" لدي موهبة شعرية، وخاصة أن تلك الموهبة بدأت وترعرعت ونمت في حب الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فكان لابد من أن أخوض غمار هذا التحدي، خصوصًا مع وجود شعراء كبار في المسابقة، وكانت هذه تجربة ناجحة جعلت مني شاعرًا بحق".

 

ببركة الرسول الأعظم

وهنا شاعرٌ آخر، حصل على المركز الأول في مسابقة الشعر الفصيح في دورة المهرجان السادسة، وهو الشاعر عبدالوهاب الشيخ، يقول عن تجربته: "لقد أحدث مهرجان الرسول الأعظم نقلة نوعية بالنسبة لي، وكان نقطة تحول فارقة في مسيرتي الشعرية حيث فتح لي آفاقا واسعة في سماء الشعر خاصة والأدب ككل".

كما يضيف الشيخ: "رغم أني عادة ما أتحاشى المشاركة في المسابقات الشعرية بأنواعها نظرا لما يشوبها من شوائب قد تدمر الشاعرية في روح الشاعر، لكن في مهرجان الرسول الأعظم يختلف الأمر كليًا، لافتاً إلى أن الأهم في مسابقة مهرجان الرسول الأعظم أنك تكتب في حضرة الحبيب محمد فتكون مجردا ليس أمامك إلا حبه فقط، فتكتب بكل ما آتاك الله من شاعرية، تكتب وأنت واثق من عظمة ذلك الشخص الذي لن تبلغ مقامه مهما كانت فصاحتك وبلاغتك".

ويعزو الشاعر عبدالوهاب الشيخ سبب ارتياحه للمشاركة في المهرجان لسببين، ويقول: "أنا أولا كشاعر أكتب في سيد الخلق وهذا فوز بحد ذاته، حيث أنال به شرف الكتابة في الرسول الأعظم، وثانياً أنّي أضع قصيدتي وأنا مطمئن عليها من العبث الذي يسود المسابقات الشعرية لعدة أسباب؛ لأن هنالك لجنة تحاكم الشعر من باب الشعر فقط بلا اكتراث بأية عوامل أخرى".

شاعر آخر حصل على المركز الأول في الدورة السابعة، وهو الشاعر حاتم شراح يصف مشاركته في مهرجان الرسول الأعظم بالقول: "مشاركتي في مسابقات المهرجات جعلتني أعود للشعر بقوة، وكنت قدر تركت الكتابة الشعرية لأسباب خاصة، ثم أن حصولي على المركز الأول شكل لي نقلة نوعية في مسيرة حياتي الشعرية، وكل ذلك ببركات الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله".

 

وأصبحوا نجوماً

المنشد طلال خصروف تُوج بالمركز الأول في مسابقة الإنشاد ضمن مهرجان الرسول الأعظم في دورته الثالثة، يقول عن تجربته: "كانت تجربة مليئة بالمشاعر الفياضة والعشق للرسول الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله، وكانت مشاركتي في مهرجان الرسول الأعظم تتويج لمسيرتي الإنشادية السابقة، وفي نفس الوقت انطلاقة ومسؤولية حملتها على عاتقي فيما بعد المهرجان".

ويؤكد المنشد طلال خصروف على ضرورة الاستمرار في رفد الساحة الإنشادية بكل القدرات الإبداعية، للارتقاء بالتراث الإنشادي اليمني الأصيل الذي يستحق المنافسة عالمياً، بما يحتويه من ألحان تراثية بديعة لا توجد في أي دولة في العالم.

أما في دورة المهرجان السابعة فكان المنشد عبدالوهاب الجلال هو فارس مجال الإنشاد، وقد حقق المركز الأول بثقة وجدارة، وهنا يتحدث بالقول: "مشاركتي في مهرجان الرسول الأعظم كانت لحظة فارقة في حياتي"، مؤكداً أن مشاركته شكلت له نقلة نوعية في مجال الإنشاد.

ويردف المنشد الجلال: "كانت فرحتي فرحتان، الأولى أني شاركت في حب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله، والأخرى أني فزت بالمركز الأول في هذه المسابقة"، معتبراً مشاركته في مهرجان الرسول الأعظم بمثابة دفعة معنوية كبيرة في انتاج الكثير من الكليبات والأعمال الإنشادية، ومؤكدًا "بعد فوزي بالمركز الأول في مسابقات المهرجان.. المنشد عبدالوهاب الجلال ليس كما كان قبل المشاركة والفوز".

كذلك هو المنشد زكريا إسماعيل الفائز بالمركز الأول في مسابقة الإنشاد الدورة السابعة، يقول: "بدأ مشوار حياتي الإنشادي من خلال مشاركتي في مهرجان الرسول الأعظم، وبدأت المشاركة مع فرق إنشادية وإنتاج كليبات إنشادية جديدة وأعمال أخرى، مضيفًا، لم أكن منشدًا قبل مشاركتي في المهرجان، لكنها جاءت الفرصة من خلال هذا المهرجان، وفزت بالمركز الأول وكان ذلك حافزًا قوياً لي في تقديم الكثير من الأعمال".

 

 

وبرزوا أكثر

في مسابقة الأداء المسرحي كان الفنان معتصم السامعي هو الفائز بالمركز الأول في الدورة الثامنة لمهرجان الرسول الأعظم، يقول عن ذلك: "مشاركتي في مهرجان الرسول الأعظم أضافت لي قيمة فنية وإبداعية، وقد أصبحت اليوم عضوًا في مسرح "أ ل م"، وشاركت في عدد من الأعمال التلفزيونية والإذاعية، وذلك بفضل الله ثم بفضل الجائزة التي حصلت عليها في مهرجان الرسول الأعظم".

ويضيف أيضاً: "الفوز بالمركز الأول في مهرجان الرسول الأعظم منحني الثقة لدى المخرجين"، ناصحًا كل من لديه موهبة في التمثيل بالتقديم في مسابقات المهرجان، كون ذلك سيحقق له نقلة نوعية في مسيرة حياته الفنية، وخصوصا مع التدريب الذي تقدمه المهرجان للمتسابقين، بالإضافة إلى احتكاكه بنجوم الدراما اليمنية البارزين ومشاركته في الأعمال الفنية المتميزة والإبداعية.

من جهته، يقول الفائز بالمركز الثالث في مسابقة الأداء المسرحي الدورة الثامنة سعد عطاء، عن مشاركته: "أتاحت لي المشاركة في مهرجان الرسول الأعظم الحصول على الكثير من الفرص للمشاركة في الكثير من المسلسلات في العاصمة صنعاء، وتعرفنا من خلال المهرجان على العديد من الفنانين والمخرجين البارزين والمبدعين، ومؤكدًا: لم يكن الفنان سعد عطاء معروفًا قبل مشاركته في المهرجان، فشكلت مشاركته نقلة نوعية في مجال العمل الفني والإبداعي".

ومن خلال التأمل في تصريحات النجوم الفائزين بالمراكز الأولى في مسابقات مهرجان الرسول الأعظم لأكثر من دورة، تتضح الصورة أكثر عن الأثر الكبير الذي يتركه مهرجان سيد الخلق، والبصمات الإبداعية والفنية التي تبقى خالدة في سماء الإبداع اليمني لتجسيد الحب والولاء للرسول الأكرم، وهنا تؤكد إدارة المهرجان والفائزون أن كل ما تم تقديمه وما سيتم، لا يساوي شيئاً أمام عظمة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.