التدريب والتأهيل في مهرجان الرسول الأعظم للإبداع الفني والثقافي، خطوة متقدمة سبقتها خطوات أخرى تمثلت في التقديم والمشاركة ثم اختيار الأفضل والأجدر لخوض غمار المنافسة في مهرجان الرسول الأعظم، وكان ذلك عبر لجان متخصصة فرزت واختارت من يتأهل من المنشدين والشعراء والممثلين، لمسابقات مهرجان الرسول الأعظم، بإبداعاتهم ومواهبهم من بين مئات المتقدمين للمسابقات.
"على كفوف الراحة"
"قبل خوض غمار المنافسة في أكبر مهرجان ثقافي وإبداعي في اليمن، لا بد أن يخضع هؤلاء المتنافسين لمرحلة التدريب والتأهيل، ضمن منهج جرى إعداده من قبل مختصين بمعايير أكاديمية وفنية، بهدف الرفع من مستوى مشاركات المتسابقين وإكسابهم المهارات الفنية والأكاديمية للسمو بقدر الإمكان نحو مقام الرسول الأعظم في المجالات التي يشاركون فيها"، تقول إدارة المهرجان.
وتضيف إدارة مهرجان الرسول الأعظم بالقول: "يأتي هذا التدريب والتأهيل كضرورة نتيجة لانعدام المعاهد المتخصصة، وكذلك لصقل مواهب المتقدمين في المسابقات، والارتقاء بمستوى مشاركتهم إلى مستوى المهرجان وذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلوات وأزكى التسليم".
وفي ذات السياق، يؤكد أستاذ المقرر التدريبي لمتسابقي الشعر، الدكتور إبراهيم طلحة، أن برنامج التدريب والتأهيل هذا العام شكّل خطوة متميزة، ومثّل نقلة نوعية للمتدربين في المسابقات، ويشير إلى أن البرنامج التدريبي في مسابقة الشعر الفصيح يضم مجالي اللغة وعلم العروض، لكونهما أكثر ما يخطئ بهما الشعراء، حد قوله.
إلى ذلك يبيّن الدكتور إبراهيم طلحة أن المتسابقين يكتسبون من خلال التدريب والتأهيل المتواصلين الطريقة المناسبة لفهم أوزان الشعر أولاً بأول، وأنهم كل يوم يتفاعلون أكثر، ويكتسبون الكثير من المهارات بوتيرة عالية وجهود جبارة في محاولة تطبيق القواعد الشعرية على مشاركاتهم في التدريب، ما يمكّنهم من تقديم قصائد شعرية متميزة، عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
التدريب بمنهج موضوع بطرق أكاديمية وحديثة هو ما يتلقاه المتدربون في مجال الشعر الفصيح حد قولهم، كما أكّدوا أيضاً أنهم قد تلقوا المهارات الكافية في مجال الشعر، معتبرين التدريب الذي حصلوا عليه من خلال مهرجان الرسول الأعظم، الفوز الأكبر بالنسبة لهم، حتى وإن لم يتمكن بعضهم من الفوز بالمراكز الأولى.
ويضيف المتسابقون في الشعر الفصيح: "ما نتلقاه على أيدي الشعراء الكبار هو علم ذو قيمة، كعلم العروض والنحو"، وفي رسالتهم لإدارة المهرجان عبّر متسابقو الشعر عن شكرهم لإتاحة هذه الفرصة التنافسية في حب رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم، مؤكدين بالقول: "إدارة مهرجان الرسول الأعظم تضع المتسابقين على كفوف الراحة بكل معنى الكلمة".
صناعةُ نجوم
وعن التدريب في مسابقة الإنشاد يؤكد رئيس جمعية المنشدين اليمنيين، علي محسن الأكوع خلال زيارته للمتسابقين أثناء التدريب، أن المنشدين المشاركين في هذا المهرجان من مختلف المحافظات اليمنية، يستعدون الآن لخوض المنافسة الكبرى للفوز بالمراكز الأولى بأصوات يملأها الجمال والأداء متميز في هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة.
كما يعزو رئيس جمعية المنشدين الإبداع المتوقع هذا العام وتميز متسابقي الإنشاد، إلى التدريب الذي يتلقونه قبل المنافسة، مشيراً إلى أن هذه الدورات التدريبة في غاية الأهمية كونها تؤهل المتسابقين تأهيلا بديعاً، ينافسون به أمام العالم بكل ثقة، وبمزيد من الإبداع في حب الرسول الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
معرفة مخارج الأًصوات وطبقات الإنشاد ومهارات جديدة في مجال الإنشاد، بالإضافة إلى الأداء وطريقة التفاعل مع الجمهور كلها مهارات اكتسبها المتدربون في مجال الإنشاد بحسب تصريحاتهم، التي عبروا فيها عن ارتياحهم للبرنامج التدريبي، الذي أضاف لهم خبرات ومعلومات جديدة وقيمة لم تكن حاضرة لديهم.
أكاديمية عالمية
وفيما يتعلق بالغاية والثمرة المرجوة من التدريب في مسابقة الأداء المسرحي، يلفت المدرب في مجال المسرح، الفنان قيس السماوي، أن تفاعل المتسابقين جاء فوق المتوقع، وبالأخص أنهم يحصلون على دورات تدريبة غير متوفرة في اليمن بشكل عام، وفرتها لهم إدارة مهرجان الرسول الأعظم، وأتاحت لهم الفرصة ليقدموا أفضل ما لديهم في الساحة الفنية.
ويشير الفنان قيس السماوي إلى أن المتسابقين من خلال هذا التدريب يصقلون مهاراتهم ويكتسبون المعارف الكثيرة من ذوي الخبرة في المجال الفني، الأمر الذي سيوجد لهم مساحة كبيرة جدا مع النجوم الذين سبقوهم، ويبشر بأن يكون هناك كوكبة من النجوم والمبدعين الذين سيوصلون الرسالة السامية والهادفة.
طاقم متكامل، وتدريب على مستوى عال جداً، كادر تدريبي متميز، نقلة نوعية في مجال التدريب، المكان والزمان متناسب جداً مع المتدربين، كل ذلك قاله متدربو مسابقة الأداء المسرحي، الذين أكّدوا استفادتهم الكاملة من هذه الدورات التدريبية أيما إفادة، وتلقيهم لمعلومات لم يكونوا يعرفوا عنها شيئاً، يقول أحدهم: "وكأنني أتدرب في أكاديمية عربية أو عالمية".
ويعبر المتدربون عن امتنانهم لإتاحة هذه الفرصة التي تمكنوا من خلالها من إبراز مواهبهم، وجمعتهم من مختلف المحافظات لتقديم عمل موحد يعبر عن المحبة للرسول الأعظم، مؤكدين بالقول: "لولا مهرجان الرسول الأعظم بعد الله سبحانه وتعالى لما كنا الآن على خشبة المسرح نتدرب ونؤدي رسائل سامية من خلالها".
ويعتبر مسار التدريب والتأهيل في مسابقات مهرجان الرسول الأعظم للإبداع الفني والثقافي بدورته التاسعة، من أهم المسارات الجديدة التي تزرع الثقة بالنفس بين المتسابقين، وتؤهلهم لعكس صورة جمالية وإبداعية عن حب اليمنيين للرسول الأعظم ومكانته العظيمة في نفوس اليمنيين بشكل عام والمبدعين بشكل خاص، علاوة على المعرفة التي يحظى بها المتسابقون بغض النظر عن فوزهم بالمراكز الأولى من عدمه.